سحر الهواري اول امرأة عربية طوعت كورة القدم

كانت في الرابعة من عمرها عندما اصطحبها والدها الحكم الدولي المصري عزت الهواري مع شقيقيها الي احد ملاعب كرة القدم ومنذ تلك اللحظة عشقت سحر الهواري هذه اللعبة ثم مارستها بعد ذلك قبل ان تصبح حكما وادارية في اهم مؤسسة ترعي شؤون اللعبة الاكثر شعبية في العالم وهي الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
ولم يكن التحدي الذي اتخذته الهواري سهلا في مجتمع لا تتمتع فيه المرأة بكامل حقوقها فكيف بالحري ممارسة الرياضة مخالفة بالتالي التقاليد المتبعة. لكن الهواري التي تتمتع بعزيمة قوية مضت نحو هدفها غير آبهة بالمشاكل التي واجهتها وقد حولت الحواجز الي حوافز لتصل الي مبتغاها.
وقالت الهواري في حديث لوكالة فرانس برس منذ نعومة اظافري استمتعت باللعبة وقررت ان امارسها مع العلم بانها لم تكن موجودة علي الاطلاق لا في مصر ولا في العالم العربي علي صعيد النساء .
واضافت شجعني والدي كثيرا وزاد من تصميمي علي المضي قدما في مشواري اثر وفاته فاخذت علي عاتقي ان اكمل المشوار الذي وعدته به واخلد اسمه .
وشرحت الهواري مشوارها منذ الانطلاقة وقالت كانت البداية عام 1992 وقد واجهت صعوبات كبيرة لان الوعي كان مفقودا عند الشعب المصري والعربي .
واضافت كنت اختار اللاعبات من خلال مراقبتي للتمارين في ملاعب كرة السلة والقوي والالعاب الاخري وبدأنا نلعب مع بعض الاولاد ثم اخذت الفريق علي عاتقي وصرفت عليه من جيبي الخاص واستعنت بمدربة للاشراف عليه .
واوضحت بعدما امتلكت اللاعبات مهارات جيدة خضنا بعض المباريات في المناسبات الكبيرة خصوصا في الاقاليم حيث كانت توجد تغطية اعلامية للاعياد القومية علي سبيل المثال وبدأ الاعلام يهتم تدريجيا بعدما انتقد الفكرة اكثر من مرة في السابق .
وبدأت الهواري بمبادرة شخصية تشجيع اللعبة قبل الاعتراف من الدولة المصرية او من الاتحاد المحلي للعبة خصوصا بعدما لمست التقدم الكبير الذي طرأ علي الكرة النسائية بعد مونديال 1995 ما ادي الي اعتمادها رسميا في الالعاب الاولمبية في سيدني العام التالي.
وتقول الهواري في هذا الصدد: اقنعت الاتحاد المصري بضرورة تشجيع الكرة النسائية ولقي كلامي اذانا صاغية وقد اجتمع الاتحاد وقرر انشاء اول لجنة نسائية برئاستي وكان ذلك في 8 اب/اغسطس عام 1996 .
وبدأت الهواري تعد برنامجا لتكوين منتخب للمشاركة في كأس الامم الافريقية في نيجيريا، فكانت مصر اول دول عربية تنال شرف المشاركة في هذه البطولة تلتها المغرب.
واوضحت الهواري بعدما رأيت الفارق في المستوي بين المنتخب المصري ومنتخبي غانا ونيجيريا قررت وضع الاسس لاطلاق دوري السيدات وانطلق اول دوري عام 1998 بمشاركة ثمانية اندية وهو مستمر للموسم السادس علي التوالي كما هناك مسابقة للكأس ايضا .
وتابعت بالطبع كنا في حاجة الي كوادر فنية وحكمات فعملنا في هذا المجال وبات لدينا الان 45 حكمة سنرشح ثلاثا منهن للحصول علي الشارة الدولية .
وباتت الهواري اول عربية عضو في اللجنة النسائية في الاتحاد الدولي كما انها اول امرأة عضو في مجلس ادارة الاتحاد المصري وذلك منذ عام 2000 وعينها الفيفا مراقبة للمباراة النهائية لبطولة كاس العالم للسيدات التي اقيمت مؤخرا في الولايات المتحدة وجمعت بين المنتخبين الالماني والسويدي.
وقد طلب منها الاتحاد الدولي ايضا قبل سنتين تشكيل منتخب عالمي للسيدات لخوض احدة المباريات وقد ضمت لاعبة مصرية الي صفوفه ونالت الاخيرة الاشادة من رئيس الفيفا السويسري جوزف بلاتر.
وعن الخطوات التي اتخذتها لتشجيع الدول العربية الاخري قالت بدأنا عام 1997 بتشكيل اول لجنة عربية ثم اقمنا بطولة اشرف عليها الاتحاد المصري، بمشاركة ستة منتخبات هي مصر والمغرب وتونس وليبيا والاردن ولبنان وفاز المغرب علي مصر 2/1 في النهائي .
واضافت خطوة هامة ايضا تمثلت في موافقة الاتحاد العربي لكرة القدم علي انشاء لجنة نسائية بعدما تحفظ عن الفكرة طويلا ما يساهم في نشر اللعبة اكثر واكثر في العالم العربي .
وكــــشفت انها تعد العدة لاقامة مــــباراة بين منتـخب عربي واخر عالمي علي هامش مهرجان التسوق في دبي في كانون الثاني/يناير المقبل.
واكدت الهواري بان الفيفا وافق علي اقتراح تقدمت به ويقضي بحجب المساعدات التي يقدمها الاخير عن اي اتحاد محلي لا يلحظ نشاطا للكرة النسائية.
ونظرا للخدمات التي قدمتها الهواري الي لعبة الكرة النسائية فقد رشحها الاتحاد الدولي لنيل جائزة اللجنة الاولمبية الدولية للرياضة والمرأة وبالفعل حصلت علي هذا الوسام العالي لتصبح بالتالي اول امرأة عربية تنال هذا الشرف عام 2001 حيث تسلمت جائزتها في لوزان (سويسرا) مقر اللجنة الاولمبية الدولية.
ووصفت الهواري الجائزة بانها اكبر وسام احصل عليه واعتز به وقد زادت المسؤولية علي عاتقي .