الفخراني : أشعر بالندم لعدم المشاركة في الثورة وأخشى الفوضى

مُمثل من طراز نادر وخاص جدا.. تشعر وأنت تشاهده يؤدي إحدى شخصياته على الشاشة بأنه توحد مع الشخصية، لدرجة أنك لا يمكن وأن تشعر ولو للحظة واحدة بأنه يُمثل من فرط صدقه وتلقائيته، وهو ما يُميزه ليس فقط كمُمثل كبير ولكن أيضا كإنسان حالم وشفاف إنه الفنان الكبير يحيى الفخراني.. الذي سنتعرف عليه أكثر من خلال الحوار التالي..

ما هو شعورك بعد نجاح ثورة الشباب؟
أشعر بالندم لأنني لم أكن معهم في ميدان التحرير ولم أشارك بنفسي في أحداث غيرت وجه مصر.

وعلام تلوم نفسك؟
ألوم نفسي لأنني رأيت أشياء كثيرة سيئة، سواء لأني كنت أعتقد أنني لا استطيع أن أغير العالم وحدي، أو لأنني تصورت أن رموز الفساد أقوى مني.

هل تغير شعورك الآن؟
نعم فما حدث من نجاح للثورة أعاد لي الأمل في التغيير والاصلاح.

هل تشعر بأن حلمك بالتغيير قد تحقق؟
نعم.. لكنني أخاف من الفوضى فكل من له مظلمة يريد أن يعود له حقه الضائع فوراً ولابد من أن نعطي الحكومة الجديدة وقتاً لكي تعمل وتحقق مطالب المواطنين.

هل أنت قلق بطبعك ؟
القلق ليس دائما شئ سلبي، بل هو مهم جداً للنجاح، ولكن بشرط ألا يتحول إلى هواجس تكبلك وتمنعك من أن تستمتع بحياتك.

وبالنسبة للمتعة أين تجدها؟
في شخصية جديدة أقدمها على الشاشة وتُسعد الناس، وفي نظرة طفل يراني فيبتسم لي في الشارع.

ماذا عن المال؟
لست مشغولاً بجمع المال.. بالتأكيد الفلوس ضرورية لتعيش حياة كريمة لكنها لا يمكن أن تكون هدفا في حد نفسها.

ومم تخاف؟
أخاف من يوم أجد نفسي فيه مُضطراً لاعتزال المهنة التي أحبها بسبب السن أو المرض.

رسالة توجهها الى وزير الثقافة؟
كفاكم احتفالات ومهرجانات واهتموا أكثر بالكتاب فهو غذاء العقول.

ما آخر شئ أضحكك؟
مقال لكاتب كان ينافق الحكومة والحكام ثم تغير الى النقيض بعد تغير الاحوال، وأقول له ''إن لم تستح فافعل ما شئت''.

ما أكثر مشهد يُبكيك؟
مشهد طابور طويل من الناس أمام مخبز للحصول على حفنة من أرغفة الخبز بسبب سنوات طويلة من الفساد والنهب.

حكمة تؤمن بها؟
لو فقدت الثقة بين اثنين ساد سوء التفاهم بينهما.

مقولة طريفة لا تنساها؟
ليعلم من يريد الرفس أنه يقف على قدم واحدة.

ما آخر كتاب قرأته؟
رواية ''مقعد أخير في قاعة ايوارث'' للروائية مي خالد.

وما هو آخر فيلم شاهدته؟
''اللعبة العادلة'' الذي يكشف أكاذيب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الإبن وعصابته حول وجود أسلحة نووية مزعومة بالعراق، واستخدامهم لهذه الأكاذيب كمُبرر للغزو.

ما رأيك في أداء خالد النبوي في الفيلم؟
أداء جيد وأنا حزين بسبب الهجوم عليه بدعوى أنه اشترك في تمثيل الفيلم مع ممثلة إسرائيلية.

وما رأيك في التطبيع؟
أنا ضده طبعا.. لكن خالد لم يكن يعرف أن زميلته في الفيلم ممثلة اسرائيلية، وقد حدث معي نفس الموقف منذ نحو عشرين سنة حين اشتركت في تمثيل مشاهد قليلة في فيلم أمريكي بعنوان"خارج الزمن" وبعد مشاهدتي للفيلم كاملا، اكتشفت أنه يسئ لمصر وللعرب فندمت جدا وشعرت أنني خدعت وغرر بي.

متى يصل الفن العربي إلى العالمية؟
حين يعبر بصدق عن البيئة العربية ولا يسرق أفكاره من الأجانب.

ما أقرب شخصية مثلتها إلى قلبك؟
شخصية المحامي في مسلسل ''نصف ربيع الآخر''.

وما الشخصية التي ندمت على تقديمها؟
ندمت على مسلسل ''المرسى والبحار''، فالعمل كله لم يكن موفقاً.

هل لديك شجاعة الإعتراف بالخطأ والفشل؟
طبعاً.. فالإنسان ليس معصوماً.. والإعتراف بالفشل نصف النجاح.

متى شعرت بالفشل؟
شعرت بهذا الاحساس في بداية حياتي كممثل، وخصوصاً حين حالت بدانتي دون إسناد أدوار مهمة لي، لكن المنتجين سرعان ما تخلصوا من هذه العقدة بعد أن أدركوا قدرتي على النجاح الجماهيري.

ولماذا لم تعد وقتها إلى عملك كطبيب؟
لأني عاشق لفن التمثيل..ودخلت كلية الطب فقط لأرضي أهلي..لكن ظل التمثيل في دمي.

وهل ظلت الوسامة عقدة في حياتك؟
وسامة الرجل في حضوره وشخصيته وقد كسرت أنا والراحل أحمد ذكي أسطورة الوسامة الشكلية في السينما ودراما التليفزيون.

لكنك لم تحقق في السينما ما حققته من نجومية في التليفزيون؟
هذا صحيح لأن السينما نفسها تُعاني من أزمة كبيرة، والأفلام المعروضة في السنوات العشر الأخيرة، مُعظمها من النوع الكوميدي الخفيف أو الأكشن.

هل لا زلت تحلم؟
طبعاً.. التوقف عن الحلم معناه الموت.. وهناك أشياء كثيرة سواء على صعيد الفن أو على المستوى الشخصي لا زلت أحلم بتحقيقها.

وبماذا تحلم حاليا؟
أحلم بألا يتم إجهاض ثورة الشباب على يد فلول النظام السابق وأتطلع لمستقبل أفضل لبلدي.